صورة لغلاف كتاب العريش الحاج يحيى الغول

صفحة الحاج يحيى الغول على الفيس بوك

السبت، 6 مارس 2010

الإصلاح الاجتماعي تكليف شرعي

من باب قول الله تعالى في سورة الأنفال "واتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم"
فإن الإصلاح الاجتماعي ، تكليف شرعي ويعني إننا جميعاً مسئولين مسئولية جماعية اتجاه مجتمعنا ، وإصلاح ذات البين هو عمل من أخلاق المسلم الحق ومن ناموس الإنسانية ، لأن الشعور بالغير وما يحتاجه هو من طبيعة الإنسان الذي يحب العطاء ، ويجب علينا جميعا سرعة الاهتمام والعمل في الاصلاح الاجتماعي حتى نعود إلى أخلاق وسماحة الدين الإسلامي الحنيف والتمسك بالقيم والأخلاق الحميدة ، ويرث الأبناء من الآباء هذا العمل الذي سيحافظ علينا جميعاً ويكون سداً منيعاً أمام التفكك والتحلل الذي يرد من الخارج.

الجمعة، 5 مارس 2010

المجتمع السيناوي من كتاب القضاء العرفي الحاج يحيى الغول

                                                                       المجتمع السيناوي


إن الحضارة لا تتمثل فقط في عظم المنشآت أو القصور وما وصل إليه الإنسان من تقدم علمي فقط، بل إن ثقافة الإنسان وماضيه هي الأساس في إنجازات البشر عائدًا عليهم بالنفع ميسرًا لهم الاستقرار والأمن، وإن مفكري الغرب في العصور الحديثة وضعوا مشكلة الإنسان وحاله وماضيه وحاضره ومستقبله موضع درس عميق وفتحوا للإنسانية أبوابًا واسعة للتفكير والتغيير، لأن ثقافة الإنسان المستمدة من الأجيال السابقة تصبح من الثوابت وما يطرأ عليها من تجديد يتم لمصلحة الإنسان.

وإن حضارة الإنسان الثقافية هي ثمرة مجهود كبير المُبتغى منها تحسين ظروف الحياة وترسيخ الأمن والأمان على النفس والمال والأهل والوطن، إن ما حدث عند قيام الإسلام وخروج العرب من جزيرتهم لنشره في نواحي الأرض قامت الدعوة على أساس القرآن الكريم، مكتوبًا بلسان عربي مبين، فانتشر الدين الإسلامي واللغة العربية عقيدة شاملة جامعة لأمور الدين والدنيا وأخذت الشعوب تقاليد العرب وأخلاقهم وعاداتهم وأمثالهم وأساليب تفكيرهم وأصبح الانتشار الثقافي العربي متمثلاً في القرآن الكريم واللغة العربية وثقافة العرب.

وقد كان فتح مصر أيام خلافة الخليفة الراشد فاروق الأمة عمر بن الخطاب لمصر بقيادة القائد عمرو بن العاص، الذي دخل مدينة "العريش" في منطقة "المساعيد"، وكان بجيشه من كل القبائل العربية آنذاك.

ومن تاريخ ذلك الفتح بدأ الاستقرار لبعض القبائل في سيناء على مدار التاريخ حتى اليوم، فمنهم سكان البادية قبائل معروفة تمتد جذورهم إلى قبائل عربية وسكان المدن وهم من بعض القبائل العربية وموظفي الحكومة على مدار التاريخ، وأصبح بينهم علاقات نسب وقُربًا.

وأصبحت سيناء منطقة هامة قبل وجود الحدود بين الدول العربية المجاورة، وهي منطقة صحراوية تربط مصر الكنانة ببلاد الشام وجزيرة العرب وجميع المناطق الإسلامية، فكان على المُقيمين بها من خلال ثقافتهم أن يكون مجتمعهم القبلي منظمًا ولهم عادات وتقاليد اكتسبتها الأجيال وعرفت معانيها واعتزت بها وثبتت في وجدانهم حتى اليوم.

ومن أهم هذه العادات الطيبة لهذا المجتمع المسلم هو كيفية الحفاظ على الإنسان والحيوان، وحفظ الأعراض والممتلكات وحرية الفرد في الحياة تحت مظلة الشرع ثم مظلة العرف الإسلامي الذي يعتبر القضاء العرفي وجزاءاته القاعدة الأساسية للأمن والأمان ليكون تحت مظلة هذه العادات والتقاليد المكتسبة من تاريخهم الإسلامي حماية القائمين والمارين والتجار، وحفظ حقوق المرأة تحت راية الشريعة الإسلامية، وقد كان من الضروري أن يستقر مجتمع سيناء في هذه المساحة الكبيرة الصحراوية في أغلبها والقريبة من المناطق المجاورة أن يكون لها هذا النظام، وهو في أصل قواعده لا يخالف الشريعة الإسلامية، ولا يعتبر في الماضي غريبًا على كل القبائل وسكان الشام وجزيرة العرب ومحافظات مصر الحدودية، لأنه من ثقافة وعادات وتقاليد هذه الشعوب.

لقد كان للقضاء العرفي وقواعده المكتسبة من عاداتهم وتقاليدهم الإسلامية "العرفية" أثرٌ طيب في ترابط أهل سيناء فترة العزلة الطويلة أيام الاحتلال الإنجليزي ثم الاحتلال الإسرائيلي الذي حاول جاهدًا اختراق أبناء سيناء الأبطال من خلال الخلافات أو النزاعات، إلا أن القائمين على القضاء العرفي من شيوخ وحكماء لم يعطوا للمحتل هذه الفرصة.

وكان للقضاء العرفي دور وطني عظيم من خلال احتكام أهل سيناء وقبولهم لأحكام القضاء العرفي الذي كان بمثابة منبر للدعوة في مقاطعة الاحتلال ومقاومته( ).

وها نحن نكتب عن القضاء العرفي كقيمة كبيرة من تراث أهل سيناء الذي كان وسيظل -إن شاء الله- أحد أركان الأمن والأمان ويتجلى ما لهذا الدستور من قيمة في أنه مرن، ويتعامل مع القضايا المستحدثة، كما يتعامل مع القضايا المعروفة سابقًا، ولو أصبح لهذا النظام من التقاضي تشريعات ليكون مكملاً لقوانين النظام العام في عودة أفراد المجتمع إلى كلمة الشرف، والأخلاق الحميدة ابتغاء استقرار المجتمع، والحفاظ على الأمن والأمان والدعم الاقتصادي من خلال الاستقرار.

سيكون ذلك خدمة لرفاهية أفراد المجتمع من خلال تطوير منظومة القواعد العرفية والقائمين عليها بدراسة شاملة لمواكبة التطورات الاقتصادية والتجارية والحد من الجريمة لخلق مجتمع تسوده المحبة والأمن والأمان لصالح الجميع.

الأحد، 28 فبراير 2010

مولد الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام وعلى آله وصحبه والتابعين إلى يوم الدين

تمر بنا هذه الذكرى العظيمة ألا وهي مولد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، نبدأ بالدعاء إلى الله العلي العظيم بأن يكرمنا بحبه وحب من يحبه وكل عمل يقربنا إلى حبه وحب رسوله الكريم والعمل بسنته ، وأن نكون والمسلمين من عباد الله الصالحين.
بهذه المناسبة الكريمة العظيمة نتمنى أن يسود سائر بلاد المسلمين الأمن والأمان والعمل بمقاصد الشريعة السمحة وأن يعمل الجميع على وحدة الصف لما فيه الخير والصلاح للإنسانية.
ان العمل بأخلاق رسول الله سيجنبنا كثيرا مما نحن فيه لأن دم المسلم وعرضه وماله يجب أن يصان وأن نحافظ على ما كان يفعله رسولنا الكريم حيث وصفه العلي القدير في كتابه فقال "وإنك لعلى خلق عظيم".