صورة لغلاف كتاب العريش الحاج يحيى الغول

صفحة الحاج يحيى الغول على الفيس بوك

اسم وجغرافية سيناء من كتاب سيناء المقدسة يحيى الغول

اسم وجغرافية سيناء
أ) اسم سيناء([1])
اشتق اسم "سيناء" من أقدم العبادات ، وهي عبادة الإله سين إله القمر لدى الساميين القدماء , كما خُلدت في كل الكتب السماوية سواء ما ذُكر عنها في سفر الخروج وكتابات المسيحيين الأوائل وفي القرآن الكريم أكثر من مرة, وكانت تسمى في العهود السابقة "نوشرت" أو الأرض الجرداء, وسماها الآشوريون "مدين" ، وسيناء كلمة مقتبسة من كلمة سين التي تعني القمر , وقال بعض المؤرخون في أصل تسميتها بلاد الأحجار , وعرف أهل سيناء في الشمال قديماً، "هيروشايتو" الأسياد وفي الجنوب باسم "مونيتو"، كما أُطلق عليها مكان الفيروز وأرض ماجان , وأسماء سيناء كثيرة وخيرها ما نزل في القرآن الكريم "والتين والزيتون , وطور سينين , وهذا البلد الأمين , لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم , ثم رددناه أسفل سافلين , إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم أجرٌ غير ممنون , فما يكذبك بَعدُ بالدين , أليس الله بأحكم الحاكمين"([2]).
وقد خلدت سيناء في سجل الآثار المكتوبة ولم ينازعها مكان آخر، كما خلدت بما ذكر عنها بالتقديس والإجلال في الكتب السماوية، وهي جزء متمم لوادي النيل تربط بين إفريقيا وآسيا، ولها دور حيوي منذ بداية التاريخ المصري، حيث كانت الهجرات تأتي من خلالها لوادي النيل , وكان للفراعنة القدماء منذ آلاف السنين قبل الميلاد في سيناء التابعة لممالكهم آثار، ومن هذه الآثار الصخرات الهيروغليفية:
صخرة سمرخت   ***   صخرة سنفرو
صخرة ساجورة   ***   صخرة زانوسر
صخرة منكوهر   ***   صخرة امنمحوت الثالث

ب) جغرافية سيناء
تتميز سيناء ببعض المميزات عن باقي محافظات مصر حيث إنها المنطقة الشرقية لحدود مصر مع فلسطين، كما أنها الحد الفاصل بين مصر والشام, ويحدها من الجهة الشمالية البحر المتوسط. وتبلغ مساحتها 61000 ألف كم 2 بعد التعديلات الإدارية الحديثة([3]).
وتتميز المنطقة الشمالية منها بأراضيها الرملية والكثبان العالية في منطقة ساحل البحر المتوسط , يليها منطقة الوسط (وسط سيناء) وهي مناطق جبلية وعرة بها بعض الجبال المشهورة مثل: جبال التيه وجبل المنشرح وجبل الحلال وجبل اللبني وجبل يلق وبعض الوديان التي تمر بها مياه الأمطار وهي مجرى للسيول أثناء هبوط الأمطار , ولا يوجد بمنطقة الوسط حتى الآن ري طبيعي إلا في مناطق محدودة جداً على الآبار الجوفية بالرغم من المساحة الكبيرة التي تصلح للزراعة.
أما منطقة جنوب سيناء فهي مناطق جبلية جاذبة للسياح على ساحل خليج العقبة من طابا حتى شرم الشيخ ومن الطور إلى منطقة سدر[4].
وتعمل الحكومة في الوقت الحاضر على مد يد التعمير باستكمال ترعة السلام التي تخترق الكثبان الرملية على منطقة ساحل البحر الأبيض المتوسط ، وهي تبدأ من شرق قناة السويس في المنطقة المسماه سهل الطينة وما يليها من ناحية الجنوب لاستصلاح الأراضي الزراعية وإقامة مجتمعات عمرانية حتى منطقة بئر العبد , ومن المقترح أن تمتد حسب الإمكانيات المادية شرق مدينة بئر العبد إلى منطقة خصبة تسمى منطقة السر والقوارير([5]).
ويطالب المهتمون من أبناء المنطقة بأن توضع خطة شاملة لتعمير واستزراع واستصلاح المنطقة الواقعة جنوبي منطقة السر والقوارير المتجهة إلى وسط سيناء ويُعنى بوسط سيناء المنطقة المقابلة للممرات الهامة في سيناء (ممر متلا وممر الجدي) وهما من الممرات الهامة التي تشكل تهديداً خطيراً للأمن القومي المصري في حالة السيطرة عليها , وهذه المنطقة تبدأ من منطقة الجفجافة حتى قرية بغداد وتمتد إلى منطقة القسيمة ثم من منطقة القسيمة تتجه جنوباً إلى منطقة النقب , ومن منطقة النقب تتجه غرباً إلى مدينة نخل فطريق نخل الشط[6].
وبالرغم من أن سيناء تقع في بداية قارة آسيا إلا أن الثابت تاريخياً أنها أرض مصرية يقطنها شعب مصري منذ قدماء المصريين وحتى الفتح الإسلامي على يد القائد المسلم (عمرو بن العاص) في عهد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب ودخول قبائل من العرب إلى هذه المناطق وإلى سائر بلاد مصر.
وقد كُتب الكثير عن سيناء سابقا والشكر لكل من أدلى بدلوه عن سيناء أرضاً وبشراً سواء في العهد الحديث أو القديم سواء من الكُتاب العرب أو الأجانب. ومن الكتب القيمة عن سيناء في القرن الماضي كتاب "نعوم بك شقير" حيث وصف سيناء جغرافياً وسكانياً من جميع مناحيها وأتم كتابه سنة 1916م وذكر فيه بعض عادات وتقاليد سكان المنطقة في حينه.
ونحن نجتهد مثل ما اجتهد الآخرون في الكتابة عن سيناء، وسوف نختص على وجه التوسع في القيمة الحقيقية العظيمة للبشر في سيناء , حيث تأصلت فيهم عادات وتقاليد توارثها الأبناء عن الآباء حتى يومنا هذا , وبالرغم من النقلة الحضارية العالمية في وسائل الاتصالات المرئية والمسموعة والتكنولوجيا الحديثة التي أثرت في بعض الجوانب في هذا المجتمع , مثلما أثرت في غيره إلا أن هذا المجتمع متمسك بأخلاقيات دينه الصحيح وعاداته الطيبة التي تدل على حسن الخلق والتفاني في العمل وحسن التعامل.
ويبدأ حديثنا من خلال التعرف على سكان سيناء، فإن قبائل سيناء سواء من سكان البادية أو المدن يوجد بينهم اختلاط كبير جداً وهو اختلاط إيجابي ، فسكان البادية و المدينة هم أبناء قبائل معلومة الجذور وبينهم قُربى ونسب ومصاهرة وذلك بالرغم من أن ساكن الصحراء يطلق عليه ابن البادية وساكن المدينة يطلق عليه ابن الحضر وذلك للمكان الذي يسكنه كل منهما. وفي حقيقة الأمر أن كثيراً من أبناء الحضر يعملون في مناطق صحراوية هي تحت مُسمى مناطق البدو سواء في الزراعة أو التجارة أو الأوجه الأخرى للمعاملات .



[1] ) سليمان فتوح: سيناء بوابة مصر الشرقية المكان والتاريخ منذ الفتح العثماني لمصر وحتى الحرب العالمية الأولى , محافظة شمال سيناء 1994م ص 17 وما بعدها.
[2] ) سورة التين
[3] ) محمد السيد غلاب: موسوعة سيناء , القاهرة 1982م ص20
[4] ) إبراهيم أمين غالي: سيناء المصرية عبر التاريخ (القاهرة 1976م) ص13
[5] ) محافظة شمال سيناء: مركز المعلومات , التقارير الخاصة عن ترعة السلام , وكذلك المجالس القومية: تقرير عن سيناء وتطورها في سنة 2000م (القاهرة ص13.
[6] ) سعيد عبد الغني: سيناء أرض التاريخ والبطولات (القاهرة 1986م) ص138 وما بعدها.